قصة صدام حسين الحقيقية كاملة

قصة صدام حسين الحقيقية كاملة الزعيم الذي أحدث حالة من الارتباك في دول الغرب، والقائد العسكري الذي أثار رعبًا في نفوس كل من سمع عنه. جمع بين الدهاء والقوة، الحاكم الذي تنازعت عليه الأطراف، فمنهم من يراه قائدًا عربيًا شجاعًا، وآخرون يرونه حاكمًا طاغيةً ومستبدًا.

صدام حسين

من هو صدام حسين وماذا فعل؟


ولد صدام حسين في 28 من شهر إبريل عام 1937 في قرية العوجة، التي تبعد 23 كيلومتراً من مدينة تكريت التي حكمها والده حسين المجيد، والواقعة شمالي بغداد.

يعود نسبه إلى الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قبل 6 أشهر من ولادته. توفي والده، وقيل بحقه العديد من الروايات ما بين وفاته بأسباب طبيعية أو مقتله على أيدي قطاع الطرق.

كانت عائلة صدام حسين تريد منه أن يصبح مزارعًا دون الذهاب إلى المدرسة. إلا أنه كان موقنًا بفكرة التحصيل العلمي والذهاب إلى المدرسة.

وبالفعل، ذهب مع ابن خاله وصديق طفولته عدنان خير الله إلى مدينة كريتا للالتحاق بالمدرسة الابتدائية، التي تخرج منها عام 1955.

كان صدام من المتفوقين في دراسته، فالتحق مع ابن خاله إلى مدرسة الكرخ الثانوية في بغداد.

وعقب تخرجه، التحق بأكاديمية بغداد العسكرية للخدمة في القوات المسلحة العراقية.

ولكنه لم ينجح في اختبارات القبول بالكلية، ليلتحق بعدها بكلية الحقوق بجامعة القاهرة.

كيف وصل صدام حسين الى الحكم؟


كان الطابع الثوري القومي هو الطابع لتلك الفترة من الخمسينيات، التي انضم فيها صدام إلى الفتوة، وهي منظمة شبابية شبه عسكرية.

والتي كانت تهدف إلى توحيد العرب على يد العراق في عام 1963.

سافر صدام حسين إلى دمشق، وبعد مقابلته لمؤسس حزب البعث ميشيل عفلق وتباحث الاضطرابات والانشقاقات التي شهدها جناح الحزب بالعراق، تم تعيينه كعضو في القيادة القومية لحزب البعث.

كان في هذا التوقيت يتولى حكم العراق الحاكم عبد السلام، الذي بعد سقوطه تولى مكانه أحمد حسن البكر. الذي كلف صدام بمسؤولية الأمن القومي، وكان عمره 31 عامًا.

في عام 1968، تولى صدام رسمياً منصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة، وبصفته نائبًا للرئيس أجرى إصلاحاً واسع النطاق.

وأقام أجهزة أمنية صارمة، هذه السياسة التي اتبعها صدام أقلقت الغرب كثيرًا وأربكت الخارج.

ولم يكتفي زعيم العراق بهذا الأمر فقط، فعقد معاهدة تعاون وصداقة مع الاتحاد السوفيتي مدتها 15 عاماً.

كما أمّم شركة النفط الوطنية التي تأسست في ظل الإدارة البريطانية، التي كانت تصدر النفط بأرخص الأسعار للغرب.

واهتم صدام بالصناعة والتعليم والصحة، التي كانت سببًا لمنح صدام جائزة من منظمة اليونيسكو.

بعد إنشائه لواحدة من أحدث أنظمة الرعاية الصحية في الشرق الأوسط، مما رفع المستوى المعيشي في العراق إلى أعلى مستوى في العالم العربي.

وكان أهم ما يسعى وراءه صدام حسين هو الاستقرار في الوطن وسط الصراعات العويصة في وجود الانقسامات والصراعات الاجتماعية، وأيضا العقائدية والدينية ما بين السنة والشيعة وبين العرب والأكراد وغيرهم.

تولي صدام حسين الرئاسة


في عام 1979، تولى صدام حسين رئاسة العراق بشكل رسمي بعد إحكام كامل قبضته على السلطة.

وأول الأمور التي قام بفعلها هي الإفراج عن آلاف المعتقلين، وأصدر بياناً قال فيه:

إن القانون فوق الجميع وأن اعتقال الناس دون إعمال القانون لن يحدث ثانية أبدًا.

وبنفس العام، عام 1979، دخلت العراق في حرب مع إيران التي كانت تسيطر على بعض المدن العراقية.

وتبادل الطرفين القصف الذي أسقط مدن عراقية كاملة، ليرد عليها صدام بإسقاط الجيش العراقي مطار مهر آباد.

إلى أن دخلت القوات العراقية إلى منطقة خوزستان الإيرانية، وانتهت الحرب بعد أن قام صدام باسترجاع جميع القرى التي سيطرت عليها إيران، ولكن مع خسائر مادية وبشرية فادحة بين الطرفين عام 1988.

محاولة اغتيال صدام حسين في الدجيل


وتبقى واقعة الدجيل التي حدثت عام 1982، عندما كان صدام في زيارة لبلدة الدجيل، واحدة من ضمن أكثر الوقائع غموضًا.

حيث تعرض موكبه لإطلاق النار من قبل مجهولين، ما دفع السلطة العراقية وقتها، على حسب ما كشفته وكالة الأنباء إيسو شيتد، بإعدام العشرات من رجال القرية.

والقضاء على ما يقرب ألف كيلومتر من الأراضي الزراعية والبساتين المثمرة لمنع تكرار هذه المحاولة.

كما تم القبض على 393 من الرجال و394 من النساء والأطفال ووضعهم في سجن أبو غريب ببغدادة، وقد تعرضوا فيه إلى أبشع أنواع العذاب.

عندما تولى صدام الرئاسة كانت علاقته مع رؤساء وملوك الدول العربية تتسم بالشد والجذب بين حين إلى آخر.

خاصة مع الدول الخليجية والتي وصلت إلى حد القطيعة، خاصة بعد إقدامه على غزو الكويت عام 1990 بسبب الخلاف على إنتاج النفط والخلاف على رسم الحدود بينهما والخلاف على الديون.

ولم يستغرق الأمر سوى يومين، وانتهت العملية العسكرية باستيلاء القوات العراقية على كامل الأراضي الكويتية وضمها للعراق.

واستمر هذا الاحتلال لمدة 7 أشهر، انتهت بتحرير الكويت عقب حرب الخليج الثانية.

وبقيت العلاقات بين أمريكا والعراق متوترة بعد حرب الخليج الثانية، وفرض مجلس الامن حصارا اقتصاديا شاملا على العراق دام لمدة 13 عاما، حتى بدأ صدام يبيع النفط مقابل الغذاء والدواء.

متى توفي صدام حسين


كون العراق تمتلك أسلحة دمار شامل، قررت أمريكا وبريطانيا شن عملية ثعلب الصحراء، و أصرت أمريكا على إسقاط صدام حسين.

في يوم 20 من مارس عام 2003، سقط نظام صدام حسين، ولكن ظلت أخباره مجهولة في الأسابيع الأولى بعد سقوط النظام.

وفي 6 من ديسمبر عام 2003، أعلن الحاكم المدني للعراق بول بريمير القبض على صدام حسين في مزرعة بالقرب من مدينة تكريت في العملية المسماة بالفجر الأحمر.

حُكم على صدام حسين وبعض أعوانه بتهمة الإبادة الجماعية في قضية الدجيل، وصدر الحكم بحقه في 5 من نوفمبر عام 2006 بالإعدام شنقاً حتى الموت بتهمة ارتكابه جرائم ضد الإنسانية.

وفي فجر يوم 30 من ديسمبر عام 2006، الذي وافق أول أيام عيد الأضحى، تم إعدام صدام حسين في مقر الشعبة الخامسة في منطقة الكاظمية.

ليُسدَل الستار على الزعيم العراقي الذي كان يهدد وجوده العرب.

وكان حكمه بين مؤيد ومعارض، ولكن الذي لا يختلف عليه اثنان هو أنه حاكم قد أثبت حكمه وقبضته على تصدير اسم دولة العراق لكل العالم.
المقالة التالية المقالة السابقة
1 تعليق
  • غير معرف
    غير معرف 27 فبراير 2024 في 4:48 م

    تلخيص جميل

اضـف تعليق
comment url