مدينة مراكش وأهم مآثرها التاريخية

اذا كنت من عشاق السياحة في المغرب، فيجب عليك أن تضع مدينة مراكش على رأس قائمة برنامجك السياحي، حيث انها تعتبر واحدة من اشهر واجمل المدن السياحية المغربية، وأكثرها استقطابا للسياح من جميع بقاع العالم، لذلك سنأخذكم في رحلة طويلة مليئة بالمفاجآت، نزور من خلالها أبرز المعالم السياحية في مراكش، بعبارة اخرى سنشير إلى أشهر وأجمل المناطق السياحية، التي يجب على الزوار مشاهدتها أثناء تواجدهم في هذه المدينة الساحرة.

مدينة مراكش

مدينة مراكش و مآثرها التاريخية


1. ساحة جامع الفنا


من المرجح أن تكون ساحة جامع الفنا هي أول ما يشاهده السياح في مراكش، وبالتالي فهي تعتبر عامل الجذب الأساسي للسياحة في مراكش والقلب النابض للمدينة، خلال التجول في ارجاء الساحة، لابد أن تثير اهتمامك المنتجات التقليدية المعروضة، كالأعشاب، التوابل والفواكه الجافة، بالإضافة إلى ذلك الأكلات المغربية المراكشية كلحم الرأس و"الطنجية"، والتي تنشط بعد المساء.

والأهم من ذلك كله مجموعة "الحلايقية"، المنتشرين في كل مكان في ساحة جامع الفنا وهم يقدمون عروضهم الغريبة كل حسب اختصاصه، ويمكن للسائح اقتناء العديد من الهدايا التذكارية المختلفة، سواء من ساحة جامع الفنا مباشرة أو من الأسواق الشعبية المنتشرة على بعد خطوات قليلة من الساحة.

2. مسجد الكتبية


بني مسجد الكتبية في القرن الثاني عشر على يد السلطان المرابط عبد المومن، وهو واحد من أكثر معالم مراكش شهرة، تواجده في سوق تجارة المخطوطات قديما كان السبب وراء تسميته مسجد الكتبية، يبلغ طول صومعته حوالي 77 مترا، يبعد مسجد الكتبية عن ساحة جامع الفنا بحوالي 200 متر، وصومعة المسجد تعتبر للزوار معلما في أي جولة في المدينة، حيث يمكن مشاهدتها من مختلف الشوارع الرئيسية بمراكش، وكذلك يظهر جامع الكتبية من على شرفات الرياضات والفنادق، وأيضا بعض المطاعم في المدينة.

يمكن رؤية صومعته من على بعد 25 كلم من طريق اوريكا، في طرف العلوي من الصومعة توجد ثلاث كرات نحاسية، تقول بعض التفسيرات أنها تمثل ثلاثة مساجد عربية كبرى وهي الكعبة المشرفة والمسجد النبوي والقدس ومسجد الكتبية يتميز بواجهة حجرية رملية حمراء مزخرفة بشكل مثير للإعجاب، خصوصا في المئذنة ويسمح لجميع السياح التقاط الصور في باحات المسجد الخارجية.

3. قصر الباهية


قصر الباهية هو تحفة معمارية فنية تم بناؤها في قلب مدينة مراكش، من طرف الوزير أحمد بن موسى وابنه على مساحة ما يقرب فدانين، بني هذا القصر المهيب للاستعمال الشخصي، و لتخليد اسم الباهية زوجة الوزير سي موسى، يتواجد قصر الباهية بالقرب من القصبة و الملاح بمراكش، ويحتوي على ما يقرب 150 غرفة، بما في ذلك قسم الحريم، وروعة العمارة المغربية الأندلسية في قصر الباهية، جعلت منه أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو.

رغم أن معظم الغرف تفتقر للاثاث الا ان مجرد التجول في أرجاء قصر الباهية، والاستمتاع بروعة الزخارف والفسيفساء تكفي لترى الجمال في كل مكان، والأسقف مصنوعة من خشب الأرز المنحوت والملون بإتقان، كل جزء من أجزاء قصر الباهية يمثل الفخامة والرقي، التي كانت تميز الهندسة المعمارية المغربية القديمة، والوصول الى بعض المناطق محظور على الزوار لكن يمكن التجول في مختلف الغرف الجميلة، وزيارة الحدائق المزروعة بأشجار البرتقال والنافورات، يبعد قصر الباهية عن ساحة جامع الفنا بحوالي 10 دقائق سيرا على الأقدام.

4. قصر البديع


يمثل قصر البديع أحد المعالم التاريخية المتبقية من سلالة السعديين بمراكش، تم بنائه من طرف السلطان احمد المنصور احتفالا بفوز جيش السعديين القوي، على الاحتلال البرتغالي في معركة الملوك الثلاثة، قصر البديع كان يمثل عظمة السلطنة السعدية التي امتدت من البحر الابيض المتوسط الى النيجر، للأسف تم تدمير قصر البديع في نهاية القرن السابع عشر، عندما نقل السلطان مولاي اسماعيل عاصمة المغرب من مدينة مراكش إلى مكناس.

تم بناء قصر السلطان هناك بإستعمال المواد الفاخرة لقصر البديع، يعتبر قصر البديع وقصر الباهية من بين أكثر المعالم التاريخية زيارة من قبل السياح في مراكش، القصران يختلفان عن بعضهما فقصر البديع أكبر بكثير ومهجور، المكان كله عبارة عن مساحة من الأنقاض، إذا كنت من هواة الآثار التاريخية فأنصحك بزيارة قصر البديع.

يمكنك الاعتماد على المخيلة وقليل من الابداع وكذلك على أوصاف بعض المؤرخين لتكون صورة لأبعاد القصر الهائل، هذه البناية الضخمة كانت تضم أكثر من 350 غرفة و 21 فناء و 22 جناح، بالإضافة الى أحواض مائية كبيرة وأربع حدائق, يوجد في احد غرف قصر البديع منبر تابع لمسجد الكتبية يعود للقرن الثاني عشر، تمت صناعته في قرطبة من حوالي 1000 قطعة من خشب الأرز وخشب الصندل ومزين بنقوش صغيرة من الذهب والفضة.

5. حدائق المنارة


شيدت حدائق المنارة بمراكش خلال القرن الثاني عشر على يد السلطان الموحد عبد المنعم، لتكون بمثابة ساحة لتدريب الجنود على السباحة في البحيرة الضخمة المتواجدة في الحديقة، وكذلك لخلق مساحات خضراء هادئة يمكن أن يلجأ إليها السكان المحليون للاسترخاء، والهروب من حرارة الصيف، واستخدم حوض المنارة أيضا لسقي الفواكه والخضر المزروعة في الأراضي المحيطة، بالنسبة للجناح المطل على بحيرة المنارة تم تشييده في القرن السادس عشر وتم تجديده لاحقا سنة 1869 من قبل السلطان العلوي عبد الرحمن المغربي.

الجناح عبارة عن قصر من طابقين ذو سقف على شكل هرم مغطى بالقرميد الأخضر يتكون الطابق الأول من اربعة اعمدة ومساحة مفتوحة عالية الاسقف، متصلة بالطابق العلوي من خلال درج ضيق يؤدي إلى شرفة كبيرة ورائعة تطل على البحيرة العملاقة، من خلال الشرفة يمكن للزوار الاستمتاع بإطلالات بانورامية خلابة للمناظر الطبيعية المحيطة بحدائق المنارة.

في فصل الربيع والشتاء يمكنك مشاهدة جبال الأطلس بشكل واضح وهي تكتسي الحلة البيضاء بينما في باقي أشهر السنة ستستمتع أكثر باشجار الزيتون و النخيل، و الحدائق والورود الرائعة، بالنسبة للعديد من العائلات المراكشية تصبح حدائق المنارة وكذلك الحدائق المحيطة بمسجد الكتبية، في نهاية الأسبوع المكان المفضل للتنزه والهروب من صخب المدينة وازدحامها، للاستمتاع ببعض الهدوء و السكينة،يمكن الوصول الى حدائق المنارة بسهولة سيرا على الاقدام فهي تبعد حوالي 20 دقيقة من ساحة جامع الفنا والدخول بالمجان.

لم تنتهي جولتنا في مدينة مراكش التاريخية ومعالمها الأثرية فسنقدم لكم في مقالات اخرى باقي المآثر التاريخية و الأماكن السياحية.

1 تعليقات

أحدث أقدم

نموذج الاتصال